العرض في الرئيسةتحليلات

دول الخليج التي توزع أموالها على الغرب .. عليها واجب قانوني تجاه اليمن

يمنات

صلاح السقلدي

مئات المليارات من الدولارات الخليجية يبتلعها الغول الأمريكي عاماً إثر عام, بشكل أو بآخر من أشكال البلع والشفط الأمريكي المعهود, زادت شراهته حِدِة ونهماً بعد وصول رجل الأعمال دونالد ترامب الى سدة الحكم في البيت البيضاوي. ترامب بما يحمله من صفاقة الخطاب ووضوح المقاصد أسفرتْ تصرفاته منذ أول يوم لحكمه عن الوجه الأمريكي الاستعماري الابتزازي الحقيقي إزاء الأنظمة العربية الثرية الفاسدة, وأزالَ عنه آثار وبقايا مكياج ملطخ, وأماط عنه القناع تماماً بقصدٍ أو دون قصد, حيث لا يتورع من أن يقولها صراحة وباستمرار بوجه هذه الأنظمة الثرية: أنني حلّابكم الأقوى وحامي حمى عروشكم المرتقلة وجيوشكم الافتراضية فأتوني بجزية الحماية صاغرين وإلّا(…..).وبالمقابل نرى هذه الأنظمة تتلقى كل هذا الهوان والاستصغار راضية مستكينة لا حول لها ولا طول, وكأن هذا الأمر مكتوباً على جبينها كقضاءٍ وقَــدَر يجب التسليم به والرضاء بعواقبه.!

أطرف- بل قل أوجع- ما في أمر ترامب وهو يواصل التذكير لهذه الأنظمة بأن وجودها على عروشها الأثرية مرهونا ببقاء بحمايته لها من البعابع المحيطة بها ويدعوها أن تأتيه جريا وهرولة بمزيدٍ من أموالها هو أن هذه الأنظمة لم تختلف على هذا الدعوة الترامبية الابتزازية ناهيك أن ترفضها, بل اختلفت على مَـــن يدفع لأمريكا.!

هذه الأنظمة التي  تغور أقدامها بالرمال اليمنية عميقاً منذ ثلاثة أعوام  بعد أن تورطت بحربٍ مدمرة بها  أضحى لزاماً عليها أخلاقيا وقانونيا أن توقف هذه الحرب وتعيد إعمار هذا البلاد المنكوب وتعيد بناء اقتصاده وتعوّض أهله عن الأثار الكارثية التي خلفتها وما تزال هذه الحرب, بدلاً من ارسال ملياراتها الى خزانة البيت الأبيض وبنوك الغرب المتخمة, وكأن هذه الحرب وهذا الدمار والنزيف والعناء الذي ضرب كل المجالات لا يعنيها بشيء وهي من صنعته من العدم لحسابات مصالحها ونواياها التوسعية ونزعتها الاستعلائية الاستحواذية الطافحة.

 مؤسف غاية بالأسف أن تمسي وتصبح مدينة عدن وباقي المدن والبلدات اليمنية في ظلامٍ دامس وفي جحيم من الحر, ومحطات وقودها تعاني بين الحين والآخر أزمات تلو الأزمات, ومشافيها لا تجد فيها أبسط وسائل العلاج, والطاقة الكهربائية بغرفة العمليات الجراحية وغرف العنايات المركزة لا توجد إلا على الكفاف والندرة, وأكثر من 17مليون مواطن يبات ليله طاويا, والبطالة تطحنه طحن الرحى, والآلاف من جرحى الحرب والمرضى الذين تتقطع بهم أسباب السفر من وإلى اليمن بسبب صعوبة وغلاء تكاليف السفر وإغلاق معظم مطارات العالم بوجوههم, بعد أن أحجمت كل دول العالم بما فيها الخليجية-إلا دول بعدد أصابع اليد- من السماح لليمني بالدخول الى أراضيها. يحصل هذا وأكثر من هذا باليمن ولليمن منذ أكثر من ثلاثة أعوام هي عمر حرب مجهولة النهاية والمصير, وهذه الدول التي تستأثر بــ40%من صادرات العالم النفطية تتجشأ نفطا ومالاً وتتصرف بها تصرف السفيه وتوزعه يميناً ويسارا تحت تأثير الفوبيا الإيرانية المستحكمة بالعقل الخليجي منذ سنوات, وتحت سطوة الحقد المستبد بهذه الدول الخليجية ضد بعضها بعض منذ أكثر من عام في دوامة ما تسمى بالأزمة الخليجية التي تتخذ منها واشنطن و أوروبا كنزا ثمينا لحلب البقر الخليجية التي لا تنطح أمريكيا ولا ترمح بريطانيا, في ظل يمن يتوجع بصمت وكبرياء.

 ليس هذا وحسب بل عمدتْ هذه الدول أو بالأحرى المملكة العربية السعودية على طرد مئات الآلاف من العمال اليمنيين من أرضيها,بصورة فجة ومخالفة لكل الشرائع والقيم السماوية والوضعية, طرداً مباشرا وغير مباشر, دون أدنى شعور بالمسئولية الاخلاقية والزواجر الإسلامية التي ترفض مثل هكذا تصرفات في وقت تعرف دول العالم  أجمع ومنها السعودية بطبيعة الظروف الاستثنائية التي يمر بها اليمن من حرب قاسية لم تبق ولم تذر شيئاَ, رافضة أي المملكة حتى فكرة استثناء أو تأجيل عملية الترحيل القهرية هذه, مما يعني ذلك بالضرورة أن حرباً أخرى ليس أقل وطأة وقسوة من حرب الطائرات والمدافع والجوع والفقر والمرض والتشرد تنتظر اليمنيين  على كل الصعُــد اقتصادياً واجتماعياً وسياسية وإنسانية….!

 خلاصة القول: نحن هنا بصدد تسجيل صرخة مدوية لكل أحرار العرب والعالم وبالأخص المنظمات الحقوقية للضغط على هذه الدول المعنية بالقيام بواجبها تجاه أزمة اليمن ونكبته, ونخص بدعوتنا هذه المنظمات والجهات الغير حكومية ,بعد أن ألجمت دول الخليج كل أفواه الأنظمة العربية والدولية الرسمية بشيكات مالية دسمة المبالغ, وبات مخاطبتها  ضربٌ من العبث.!

المصدر: رأي اليوم

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى